
صورة – أثناء احد اللقاءات فى الندوة والحديث عن مونديال قطر – المصدر من الانترنت
الرياض، السعودية
شهد معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2024 مساء اليوم ندوة حوارية مميزة بعنوان “مونديال قطر: التجربة الاستثنائية”، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض الذي يستمر حتى الخامس من أكتوبر الجاري. أدار الندوة الإعلامي السعودي عبد الرحمن الحميدي، واستضافت السيد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، الذي شارك تجربته وخبراته في إدارة وتنظيم هذا الحدث الرياضي الضخم.
افتتاح استثنائي في ملعب البيت

استهل السيد ناصر الخاطر حديثه بالإشارة إلى حفل الافتتاح المذهل الذي شهدته بطولة كأس العالم FIFA 2022 في ملعب البيت. واعتبر الخاطر أن اختيار هذا الملعب ليكون مسرحًا لافتتاح البطولة كان قرارًا يعكس التقاليد والتراث القطري الأصيل. فقد صُمم الملعب ليحاكي شكل بيت الشعر العربي، وهي الخيمة التقليدية التي تمثل رمزاً للكرم والضيافة في الثقافة العربية، مما يعكس روح الترحيب التي تميز قطر ويبرز التراث الغني للمنطقة.
تجربة تنظيمية وإدارية رائدة

تحدث الخاطر بالتفصيل عن التجربة التنظيمية والإدارية الناجحة التي قدمتها قطر خلال البطولة. وأوضح أن النجاح الذي حققته قطر في استضافة المونديال لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تخطيط دقيق وهيكلة محكمة استمرت لسنوات قبل الحدث. وأشار إلى أن رؤية واضحة قد تم وضعها منذ البداية، تضمنت خطة عمل متكاملة تهدف إلى توفير تجربة لا تُنسى لجميع الجماهير، سواء من حيث حضور المباريات أو الاستمتاع بالأجواء المصاحبة للبطولة.
وأوضح أن الاستدامة كانت أحد المحاور الرئيسية التي ارتكزت عليها البطولة، حيث تم العمل على تحقيق استدامة اقتصادية، بيئية، واجتماعية. وأكد أن هذه المبادرات لم تكن مجرد إجراءات ظرفية، بل جزء من رؤية طويلة الأمد تهدف إلى ترك إرث دائم للدولة والمنطقة.
دعم ذوي الاحتياجات الخاصة

كما تطرق الخاطر إلى جانب مهم من التحضيرات وهو توفير كل ما يلزم لضمان راحة وسهولة حضور ذوي الاحتياجات الخاصة للبطولة. أشار إلى أن البنية التحتية والخدمات المقدمة للجمهور كانت تراعي بشكل كامل احتياجات جميع الفئات، لضمان حصول الجميع على تجربة ممتعة وشاملة دون تمييز. ولفت إلى أن جميع الملاعب، مثل ملعب الثمامة وملعب الجنوب وملعب البيت، كانت مصممة بحيث ترتبط بالتراث والثقافة القطرية والعربية والإسلامية، في حين كانت البيئة المحلية والمجتمع جزءًا لا يتجزأ من هذه المنشآت، مما أعطى البطولة طابعاً فريداً يعكس هوية المنطقة.
الجماهير السعودية وحماسها المميز

في حديثه عن الجماهير، أشاد الخاطر بالجمهور السعودي الذي حضر بكثافة خلال البطولة، مشيراً إلى أنهم كانوا من أكثر الجماهير حماسًا وإثارة للأجواء في الملاعب. وأكد أن الحضور السعودي أثرى البطولة وأضفى عليها نكهة خاصة، حيث لعب دورًا كبيرًا في تعزيز الأجواء الاحتفالية والمشوقة التي صاحبت المباريات.
كما تناول السيد ناصر الخاطر الحديث عن مراحل تنظيم البطولة، موضحاً أن العمل على استضافة كأس العالم مر بعدة مراحل أساسية، بدءًا من وضع الرؤية الشاملة، مرورًا بالتحضير الفني والإداري، وصولاً إلى التنفيذ الميداني. وأشار إلى أن التخطيط الدقيق والإصرار على تحقيق الجودة العالية في كل مراحل التنظيم كانا من أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا النجاح الكبير.
وتحدث عن أهمية وجود هيكلة محكمة وخطة عمل تفصيلية لكل جانب من جوانب البطولة، سواء على مستوى التجهيزات اللوجستية أو البنية التحتية أو الخدمات المقدمة للجمهور. كما لفت إلى أن تنظيم حدث بهذا الحجم يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين العديد من الأطراف والمؤسسات لضمان تنفيذ جميع الخطط بفاعلية.
وأكد الخاطر أن أحد أبرز الجوانب التي تم التركيز عليها في تنظيم البطولة هو الاستدامة. وأشار إلى أن قطر حرصت على أن تكون هذه البطولة نقطة انطلاق لتحقيق تأثير دائم، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل أيضًا على المستويات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وأوضح أن قطر أطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية من خلال استثمارات طويلة الأمد في البنية التحتية والمرافق الرياضية، وكذلك الاستدامة البيئية من خلال مشاريع تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية للبطولة.
كما تناول الخاطر مبادرات الاستدامة الاجتماعية، التي تهدف إلى تعزيز دور الرياضة في دعم المجتمع المحلي وتعزيز التواصل بين مختلف الثقافات والفئات. وأكد أن هذه الجهود لم تقتصر على فترة البطولة فقط، بل هي جزء من رؤية قطر الوطنية 2030 التي تسعى إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة على المدى الطويل.
ختام الندوة

في ختام الندوة، أكد السيد ناصر الخاطر أن تجربة تنظيم مونديال قطر 2022 كانت تجربة استثنائية بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن قطر قد نجحت في تقديم بطولة لا تُنسى على المستوى العالمي. وأضاف أن دعم الجمهور، سواء من داخل قطر أو من الخارج، كان له دور كبير في تحقيق هذا النجاح، وأن استضافة هذه البطولة تركت أثرًا دائمًا على المشهد الرياضي والثقافي في الدولة.
وشدد الخاطر على أن مونديال قطر لم يكن مجرد حدث رياضي، بل كان مناسبة لتعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين مختلف شعوب العالم، مما يعكس قدرة الرياضة على جمع الناس من خلفيات متنوعة في تجربة مشتركة.
مع انتهاء الندوة، تفاعل الحضور بشكل إيجابي مع ما تم عرضه، معبرين عن إعجابهم بالتجربة التنظيمية الناجحة التي قدمتها دولة قطر خلال بطولة كأس العالم FIFA 2022، والتي ستكون بلا شك نموذجاً يُحتذى به في استضافة الفعاليات العالمية الكبرى.